مؤتمر المعارضة المدنيّة في شرقي أوروبا

14/03/23

أنهينا المؤتمر الذي عقدناه يوم الأحد بمشاعر الفخر والأمل والإلهام. استضفنا في المؤتمر، الذي عقدناه بمشاركة أصدقائنا في شتيل والصندوق الجديد لإسرائيل، شركائنا من الحركات الشقيقة لـ "زَزيم" في أوروبا الشرقية، الذين جاءوا هنا لدعم النضال الإسرائيلي من أجل الديمقراطية ولتحديثنا عن نضالهم ضد الديكتاتورية ومن أجل قيم المساواة والحرية وحقوق الإنسان. 

تحدث ضيوفنا لمئات المشاركات والمشاركين الذين قدموا إلى Abraham Hostels في تل أبيب عن الوضع في دول أوروبا الشرقية تحت حكومات ديكتاتورية، وعن الطرق التي استخدمتها المنظمات الشقيقة لخوض نضالات ذكية، مبدعة ومتفائلة، نجحت في زرع الأمل في قلوب الكثير من مواطنيها، وفي ودفع المجتمع نحو التغيير.

رالوكا غانا، مديرة حركة "زَزيم - حراك في المجتمع"، رحبت بالحضور، وقالت: "أثبتت لنا الأسابيع العشرة الماضية مدى أهمية القوة التي يتمتع بها المجتمع المدني. هي القوة نفسها التي نعمل منذ سنوات في زَزيم لتنميتها وتطويرها، قوة مواطنين عاديين يتظاهرون ويكتبون ويوقعون العرائض ويتبرعون، ويضربون عن العمل، ويوقَفون، ويرفضون الخدمة. هذه القوة المدنية الهائلة، التي تزداد قوة، هي ما سيحسم النضال"

ميكي جيتسين، مدير الصندوق الجديد لإسرائيل، قال: "ماذا نقصد عندما نصيح في المظاهرات "لا ديمقراطية دون مساواة"؟ ما الذي يعنيه هذا للفلسطينيين؟ للنساء؟ لمجتمع الميم؟ علينا تفكيك هذه الأسئلة واحدة تلو الأخرى. سنكون في مشكلة إن أنهينا النضال في نفس النقطة التي كنا فيها في تشرين الثاني 2022".

مارينا بافليك، مديرة ومؤسِّسة منظمة Kreni-Promeni في صربيا، قالت: "اعتلى الديكتاتور سلوبودان ميلوشيفيتش كرسي الرئاسة عندما كنت في السابعة من عمري. شن ميلوشيفيتش الحرب فور تبوئه الحكم. كان من "الطبيعي" لذلك أن أرى طلابَا لاجئين من البوسنة ينضمون لصفي كل يوم. المرات الوحيدة التي لم أرَ فيها والدي محبطين كانت عندما كانوا يعودون من المظاهرات في الشارع. بعد 10 سنوات أحدثنا ثورة في صربيا. أتذكر ذلك اليوم، كان هناك الآلاف من رجال الشرطة والمدنيين، تمامًا مثلما كان هنا أمس، في تل أبيب. كان هناك غاز مسيل للدموع في كل مكان بالطبع. وقفت أمام مبنى الجمعية الوطنية ورأيت الحشود يدخلون المبنى. كان عمري 16 عامًا. قلت نعم! لقد فزنا أخيرًا! الحرية للجميع. ثم رأيت نفس الأشخاص يغادرون المبنى وهم ينهبونه ويفرغونه من الصور والكراسي. كان الأمر بغاية الفظاعة. من ناحية فكرت: لقد نجحنا! نجحت الثورة! لكن هذا أصابني بالإحباط حقًا وقررت ألا أشارك أكثر عن اللازم في الحيّز العام بعد الآن. ثم التقيت ذات يوم بأشخاص يعملون في التنظم المجتمعي، وشرعنا معًا ببناء رؤيا جديدة لصربيا - وهكذا يومًا بعد يوم، وعامًا بعد آخر، وحملة بعد أخرى، نقود اليوم واحدة من أكبر الحركات في البلاد اليوم."

كارولينا سكورون-باكا، مديرة منظمة Akcja Demokracja في بولندا، قالت: "لقد ساعدني الأكتيفيزم في التغلب على اليأس الذي شعرت به عند ملاحظة كل القسوة من حولي، تجاه الحيوانات وتجاه البشر. منحني هذا الأمل وقررت تكريس حياتي للأكتيفيزم. بعد سنوات من خوضي لنضالات منفصلة، بدأت أفهم أن النضال هو نضال صراع مشترك واحد. جزء كبير من الأكتيفيزم الذي أخوضه هو الربط بين الحركات ومساعدتها على فهم أن لجميعها هدف مشترك واحد: احترام الجميع. علينا لذلك أن نعمل معًا، أن نربط بين الحركات، وهذا ما أعمل عليه في السنوات الأخيرة. وهذا ما قادني للمنظمة التي أعمل فيها الآن: مكان يمكنني فيه أن أربط بين جميع النضالات. هو امتياز عظيم أن أكون في المنظمة، ومنظمتنا اليوم شبيهة بالمنظمات الأخرى الموجودة هنا" 

تودور باردتان، مؤسس شريك ومدير Declic، رومانيا، قال: "ولدت في نظام شيوعي، وعندما كنت في سن السابعة تمت الإطاحة بالديكتاتور، وبدأت البلاد سيرورة دمقرطة. بدأت أرى أمورًا ظننا أنها مستحيلة تصبح ممكنة شيئًا فشيئًا. عشنا في وهم أننا نعيش في ديمقراطية، لكن الأشخاص الذين كانوا في السلطة في ذلك الوقت، بقوا في السلطة - وأرادوا الاستمرار بالتصرف بنفس الطريقة، وعلى حساب المواطنين بالطبع. لم يكن لدينا مواقد للتدفئة في الشتاء، والشتاء في رومانيا بارد جدًا، ليس مثل هنا. وقفنا في طوابير، قبل الثورة وبعدها، للحصول على المنتجات الغذائية الأساسية. وهكذا تطورت روح الناشط في. طالما أردت أن يعم الخير. بعد سنوات عديدة، عندما كنت طالبًا، سمعت عن قرية في ترانسيلفانيا، أرادت شركة تجارية تفجير أحد الجبال فيها لبناء منجم للذهب. أدار سكان القرية النضال وطلبوا المساعدة من أي شخص على استعداد للمساعدة. بدأت أهرب من الجامعة لمساعدتهم، وعلى مدى 10 سنوات ذهبنا إلى هناك كل نهاية أسبوع تقريبًا ونظمنا مهرجانًا وأقنعنا معظم المجتمع في رومانيا أن عليه معارضة منجم الذهب المجحف هذا. المنطقة اليوم هي موقع تراث عالمي لأنها قرية أقيمت في العصر الروماني ورأينا أن مع ما يكفي من النضال ومع عدد كافٍ من الأشخاص الذين يقاومون طوال الوقت، يمكننا العيش حتى في ديمقراطية جديدة مثل رومانيا التي لم تنجح كثيرًا في الابتعاد عن عادات الماضي." 

ماتا فارجا، مدير aHang في هنغاريا، قال: "كان والداي ناشطين، وفي العام 1989، بعد تبدل الحكومة، كانا هما من أسسا منظمة المجتمع المدني الأولى، وحرصوا على الربط بين جميع المنظمات المختلفة في هنغاريا، أي أنني ولدت في هذا العالم وواصلت خطى والدي. على مدى 20 عامًا، كنت ناشطًا في أطر أكتيفيزم محلية، دعم المبادرات المحلية، وفي أمور أخرى انبثقت من الميدان، وفي مجموعات التنظم المجتمعي. حاولنا الربط بين المجموعات، لكن في العام 2010 حدث تغيير في النظام مرة أخرى، لنعود إلى فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية - دمروا، أو حاولوا تدمير، كل ما حاولنا بناءه. كان علينا أن نواجه عدوًا جديدًا، أن نناضل ضده أكثر وأن نحرص على مشاركة أوسع وأكثر انتشارًا. هذا ما كنا منهمكين به خلال السنوات العشر الماضية: محاولة بناء شيء يمكنه أن يكون عامل توازن. كانت لنا مشاريع سياسية هائلة في هنغاريا، وما نحاول القيام به بعد الخسارة الكبيرة الآن هو بناء حركة، مبنى مرن يضم نشطاءًا سياسيين من جميع أنحاء البلاد" 

نشكر كل من شرفنا وشرفتنا بالحضور والمشاركة.

سنستمر معًا، حتى النصر!

تصوير: جلعاد كفالرتشيك